عندما تتساءل عن إمكانية تناول ما تشتهي دون تحمل عواقب، قد يكون ذلك حلمًا يبدو وكأنه قابل للتحقيق، خاصة إذا ما أقنعت نفسك بأن جلسة تمارين القلب ستحرق كل السعرات الحرارية التي تتناولها، ولكن، حسب خبراء الصحة، فإن مدى النجاح في تحقيق هذا الهدف يعتمد على النظام الغذائي بشكل أكبر من تكرار التمارين الرياضية.
التناغم بين النحافة والنظام الغذائي الصحي ليس دائمًا متسقًا، حيث يشير مصطلح "السمنة النحيفة" إلى الشخص الذي يظهر بمظهر نحيف، ولكن يحمل نسبة عالية من الدهون في جسمه، يُحذر الخبراء من أن الدهون الحشوية قد تكون أكثر خطورة من الدهون الظاهرة في الجلد، وتحذّر من تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والكربوهيدرات.
يؤكد الدكتور كولين كاريكر، أستاذ الصحة والأداء البشري، على أن تراكم الدهون الحشوية يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الأمراض القلبية والسكتات الدماغية، ويشير الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام وتجاهل النظام الغذائي الصحي يمكن أن يزيدان من خطر الوفاة المبكرة.
لماذا يكون تجاوز النظام الغذائي السيء أمرًا صعبًا؟ إذا كنت ترغب في خسارة الوزن، يتعين عليك إنشاء "عجز في السعرات الحرارية"، أي حرق المزيد مما تتناول، ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية بشكل منتظم قد يكون تحديًا صعبًا، يُشدد على أن الاعتدال هو المفتاح، وأن قضاء وقت أطول في التمارين أو زيادة الكثافة لا يعد حلاً فعالاً في حالة الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية.
تحث الخبراء على فهم أن الطعام ليس جيدًا أو سيئًا بحد ذاته، بل هو وقود للجسم، وتشدد على أهمية التفكير في نوعية الطاقة التي يقدمها الطعام، وتوفير الفيتامينات والبروتينات والألياف اللازمة، الاعتدال في تناول الطعام وفهم أنه وقود للجسم يسهم في تحقيق نمط حياة صحي.