الإجابة: بدأت مسيرتي في الإعلام كصحفي في جريدة "الدومري" في سوريا بين عامي 2000 و2002. كانت تلك السنوات مليئة بالتعلم والتحديات. كصحفي شاب، كان عليّ إثبات مهاراتي في بيئة تنافسية. تعلمت كيفية كتابة القصص، والتحقيق في الحقائق، والتفاعل مع مصادر مختلفة. كانت تلك التجربة أساسًا لبناء مسيرتي المهنية.
السؤال: بعد تلك الفترة، انتقلت إلى الأردن للعمل. كيف أثرت هذه التجربة على مسيرتك المهنية؟
الإجابة: نعم، بعد "الدومري"، عملت كصحفي مستقل في الجريدة الأردنية "الرأي" ثم كصحفي في "المشاهير". كانت التجربة هناك مختلفة تمامًا. بدأت أتعلم كيفية التواصل مع جمهور مختلف واستكشاف مواضيع جديدة. كوني خارج سوريا، أتاح لي هذا فرصة لاكتساب منظور أوسع حول كيفية استخدام الإعلام لنقل رسالة إيجابية وبناءة. هذه التجربة جعلتني أكثر استعدادًا للخطوات التالية في مسيرتي.
السؤال: في عام 2006، عدت إلى سوريا. ما الذي دفعك للعودة وكيف كانت التجربة؟
الإجابة: العودة إلى سوريا كانت قرارًا صعبًا ولكنه ضروري. أردت أن أساهم في تطوير الإعلام المحلي وأن أعمل في وطني. بدأت كمسؤول إعلامي في قناة "ديرة" الفضائية الإماراتية ثم أصبحت مديرًا إداريًا. كما قدمت وأعددت عدة برامج صناعية. كانت تحديًا كبيرًا، لكنني كنت دائمًا شغوفًا بتقديم محتوى هادف ومؤثر. كل إنجاز في تلك الفترة عزز حبي للإعلام وزاد من طموحي لتحقيق المزيد.
السؤال: كنت جزءًا من "مهرجان وملتقى الرواد والمبدعين العرب" الذي يُنظم تحت رعاية جامعة الدول العربية. كيف أثرت هذه التجربة على مسيرتك المهنية؟
الإجابة: كانت تلك التجربة مميزة جدًا. عملت كالأمين العام المساعد ومسؤول الإعلام في المهرجان، وكانت فرصة للتفاعل مع شخصيات مؤثرة من جميع أنحاء العالم العربي، كان المهرجان يُنظم بالتزامن مع عاصمة الثقافة العربية وتحت رعاية ملك أو رئيس الدولة المضيفة، مما أتاح لي فرصة للتعرف على ثقافات مختلفة والعمل في بيئة دولية. كانت التحدي الأكبر هو تحمل مسؤولية تنظيم وإدارة الأحداث بنجاح، هذا ساعدني في بناء علاقات قوية وتعزيز مهاراتي الإدارية.
السؤال: حدثنا عن انتقالك إلى دبي والعمل في قناة "صانعو القرار".
الإجابة: في الواقع، كنت أتنقل باستمرار بين سوريا والإمارات بسبب عملي في قناة "ديرة" وأيضًا كمدير لقناة "رأس الخيمة". ولكن منذ عام 2014، قررت الاستقرار بشكل دائم في دبي. اتخذت هذا القرار بناءً على الفرص المتاحة هناك، وانضممت إلى قناة "صانعو القرار" كمنتج، حيث قدمت برنامجًا أسبوعيًا حول تطور الصناعات العربية. كانت دبي بيئة حيوية ومليئة بالفرص، وهذا العمل أتاح لي توسيع شبكتي والتقدم في مسيرتي المهنية.
السؤال: لاحقًا، أسست شركتك الإعلامية في السويد، كيف اتخذت هذا القرار وكيف كانت التجربة؟
الإجابة: في عام 2014، شعرت بالحاجة إلى تحدٍ جديد، فقررت فتح شركتي في السويد. كان ذلك قرارًا جريئًا لأنه يعني الابتعاد عن البيئة العربية التي كنت أعرفها والعمل في بيئة جديدة تمامًا. لكنني كنت مستعدًا للتحدي، وتمكنت من إنتاج برامج تم عرضها على قنوات مثل "قناة الشارقة" وواحدة من قنوات "bein" في قطر. تم تكريمي في السويد كأحد "البنائين الجدد"، وكان ذلك تقديرًا لجهودي في بناء جسور بين الثقافات وتقديم محتوى إعلامي متميز.
السؤال: كان آخر أعمالك فيديو موسيقي لأغنية "ارجعيلي". حدثنا عن هذا المشروع.
الإجابة: "ارجعيلي" كان مشروعًا مميزًا جدًا بالنسبة لي. لم أكتفِ بإنتاج الفيديو، بل كتبت كلمات الأغنية وأخرجتها باستخدام تقنية حديثة دمجت بين الغرافيك، الرسم، التصوير الحقيقي، والرسوم ثلاثية الأبعاد. جمعت أكثر من 15 موسيقيًا من دول مختلفة، مثل الصين وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وبولندا والأرجنتين وباكستان. كانت الفكرة هي دمج الثقافات وتقديم لحن عربي يعبر عن السلام والوحدة. كانت تجربة ناجحة، وأنا فخور جدًا بالنتيجة.
السؤال: رغم كل نجاحاتك، يبدو أنك لا تزال تحتفظ بجذورك وذكرياتك في حلب. كيف تؤثر هذه الذكريات عليك اليوم؟
الإجابة: بالطبع، جذوري في حلب ولا يمكنني نسيانها. لدي أربعة كتب في مجال إدارة الإعلام والتسويق الإعلامي، لكنها لا تزال في حلب بسبب الأزمة التي أجبرتني على المغادرة. هذه الذكريات هي ما تدفعني للاستمرار وبذل قصارى جهدي. حلب كانت بداية رحلتي، وأنا ممتن لكل لحظة قضيتها هناك.
السؤال: في ختام لقائنا، ما هي رسالتك لمن يسعون لتحقيق النجاح رغم التحديات؟
الإجابة: أقول دائمًا إن التحديات جزء لا يتجزأ من الحياة. الأهم هو الاستمرار في الإيمان بأحلامنا والعمل بجد وتصميم. الإرادة والشغف هما ما يمكن أن يقودانا لتحقيق المستحيل. قصتي تثبت أن النجاح ممكن رغم كل الصعوبات، وأشجع الجميع على متابعة أحلامهم بغض النظر عن العقبات التي قد تواجههم.
www.ziuxmedia.com