يشهد العالم حالة من الانبهار والدهشة مع افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا، ذلك الصرح الحضاري العملاق الذي تجاوزت أصداؤه حدود مصر إلى كل العواصم العالمية. فقد تنافست كبرى الصحف ووكالات الأنباء على تغطية الحدث، ووصفت المتحف بأنه “الهرم الرابع”، في إشارة إلى عظمته وضخامته الفريدة.
يُعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهو المشروع الذي انتظره عشاق التاريخ والفنون منذ سنوات طويلة، ليصبح اليوم عنوانًا للفخر المصري وإعادة تعريف لمفهوم السياحة الثقافية الحديثة. ومع عرض كنوز توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة في مكان واحد، تحوّل افتتاح المتحف إلى لحظة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية بأسرها.
![]() |
| افتتاح المتحف المصري الكبير |
الصحافة العالمية: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث استثنائي في تاريخ الحضارة
احتفت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية بحدث افتتاح المتحف المصري الكبير ووصفت مصر بأنها “تدشن متحفًا ضخمًا يخلّد عبقرية حضارة عمرها آلاف السنين”. وأضافت الوكالة أن هذا المتحف، الواقع على مقربة من أهرامات الجيزة وأبو الهول، هو “أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة”، إذ يضم آلاف القطع الأثرية التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني، في عرض بصري مهيب يحكي قصة مصر من البداية حتى الآن.
كما أكدت الوكالة أن الحدث يتجاوز كونه افتتاحًا رسميًا ليصبح رمزًا لنهضة ثقافية مصرية جديدة، مشيرة إلى أن عرض كنوز توت عنخ آمون بالكامل يمثل تتويجًا لتاريخ طويل من البحث والاكتشاف، وفرصة غير مسبوقة لعشاق الآثار حول العالم لرؤية الكنوز الذهبية في مكانها الطبيعي.
وبذلك، أثبتت مصر من جديد قدرتها على أن تكون مركزًا حضاريًا وثقافيًا يُعيد للعالم بهاء الماضي بقوة الحاضر.
الصحف البريطانية: المتحف المصري الكبير أكبر من الفاتيكان ويتفوق على اللوفر
وفي تغطية واسعة، أشادت صحيفة الإندبندنت البريطانية بعظمة المتحف المصري الكبير، وذكرت أنه “أكبر من مدينة الفاتيكان” من حيث المساحة، بينما تتجاوز محتوياته عدد القطع الأثرية في متحف اللوفر الفرنسي. وأشارت الصحيفة إلى أن تصميم المتحف يجسد توازنًا بين الحداثة وروح مصر القديمة، إذ استغرق بناؤه أكثر من عشرين عامًا، ليصبح جاهزًا لاستقبال ملايين الزوار سنويًا بعد افتتاح المتحف رسميًا في الأول من نوفمبر 2025.
كما أبرزت وكالة “فرانس 24” الفرنسية روعة التصميم المعماري للمتحف، واصفة إياه بـ«الهرم الرابع»، بسبب واجهته الزجاجية المثلثة التي تتماهى مع أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع القريبة. وأشارت إلى أن المشروع يجسد طموح مصر في تقديم حضارتها بطرق مبتكرة تجمع بين الإبهار البصري والتقنيات الحديثة.
وأكدت الوكالة أن هذا الصرح الثقافي سيصبح أحد أهم الوجهات السياحية في العالم، مع توقعات باستقباله أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا، خاصة مع عرض كنوز توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في قاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات العرض والإضاءة.
![]() |
| افتتاح المتحف المصري الكبير |
الإعلام الأوروبي: «هرم رابع» جديد يجذب أنظار العالم إلى الجيزة
وصفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC افتتاح المتحف المصري الكبير بأنه “فرصة لا تتكرر”، مشيرة إلى موقعه الفريد بالقرب من إحدى عجائب الدنيا السبع – هرم خوفو الأكبر – ما يجعله امتدادًا طبيعيًا لعظمة التاريخ المصري.
وفي تقاريرها، نقلت الشبكة آراء زوار وسياح من أوروبا ينتظرون بشغف افتتاح المتحف للجمهور في الرابع من نوفمبر، حيث قال أحد الزوار الإسبان: “إنه مكان لا بد من زيارته مرة في العمر”، بينما قال سائح بريطاني: “نحن ننتظر فقط أن نرى كنوز توت عنخ آمون عن قرب في هذا المتحف الأسطوري”.
أما صحيفة “الجارديان” البريطانية، فقد ركّزت على البنية المعمارية المتكاملة للمتحف، مشيرة إلى أنه أكبر منشأة أثرية متخصصة في حضارة واحدة على مستوى العالم. وذكرت أن المتحف يضم 24 ألف متر مربع من قاعات العرض، إلى جانب متحف للأطفال، ومراكز للمؤتمرات والتعليم، ومجمعات تجارية وثقافية، مما يجعله نموذجًا فريدًا لمزج الثقافة بالتنمية الاقتصادية.
وأضافت الصحيفة أن القاعات الـ12 الرئيسية تعرض آثارًا مرتبة حسب العصور والموضوعات التاريخية، بما يعكس مدى عمق التخطيط والاهتمام بالتفاصيل داخل المتحف المصري الكبير، مؤكدة أن افتتاح المتحف يمثل لحظة فخر لمصر وللإنسانية جمعاء.
ختام: المتحف المصري الكبير.. رسالة حضارة من قلب مصر إلى العالم
لا شك أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفالية ثقافية عابرة، بل هو حدث تاريخي يعيد رسم صورة مصر أمام العالم باعتبارها مركز الحضارة الإنسانية الأول. فالمتحف الذي تجاوز في مساحته الفاتيكان وتفوّق في مقتنياته على اللوفر، أصبح أيقونة جديدة في سماء القاهرة تجمع بين عبق الماضي وإبداع الحاضر.
ومن خلال عرض كنوز توت عنخ آمون في أبهى صورة، وإحياء رموز الحضارة المصرية القديمة بتقنيات عصرية، ترسخ مصر موقعها في صدارة المشهد الثقافي العالمي. إن المتحف ليس فقط «هرمًا رابعًا» كما وصفته الصحافة، بل هو جسرٌ حيٌّ بين التاريخ والمستقبل، وشاهدٌ على أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على إبهار العالم كما فعلت قبل آلاف السنين.

