مع اقتراب موعد العودة للمدارس، يبدأ الأهالي والطلاب استعداداتهم لبداية عام دراسي جديد، مليء بالطموحات والتحديات. لكن الصحة تظل الركيزة الأساسية لتحقيق النجاح الدراسي، وهو ما شدد عليه طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين، الذي دعا الطلاب والطالبات إلى اتباع مجموعة من العادات الصحية التي تضمن لهم عامًا دراسيًا ناجحًا بعيدًا عن الإرهاق والمشكلات الجسدية والنفسية.
النوم المبكر، تناول وجبة الفطور، تقنين استخدام الأجهزة الإلكترونية، ممارسة الرياضة، والحفاظ على التوازن بين الدراسة والحياة اليومية، جميعها عوامل مترابطة تصنع الفارق في صحة الطالب وقدرته على التحصيل العلمي.
![]() |
العودة للمدارس.. 5 نصائح ذهبية من طبيب مختص لحماية صحة الطلاب |
النوم الصحي أساس النجاح الدراسي
أوضح د. ضياء أن من أهم الخطوات مع العودة للمدارس هو تنظيم الساعة البيولوجية من خلال النوم المبكر، بعد فترة طويلة من السهر خلال الإجازة الصيفية.
النوم الصحي يساهم في:
- تنظيم إفراز الهرمونات مثل الميلاتونين وهرمون النمو.
- زيادة الإنتاجية والتركيز أثناء الدراسة.
- تقليل مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بقلة النوم.
وحذّر الدكتور من أن استمرار السهر يؤدي إلى الحرمان من النوم، ما يترتب عليه ضعف القدرات العقلية، ضعف جهاز المناعة، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري. النوم ليس رفاهية بل ضرورة حيوية، والجسم يحتاج إليه تمامًا كما يحتاج إلى الهواء والغذاء.
وجبة الفطور.. وقود العقل والجسم
أكد د. ضياء على ضرورة عدم إهمال وجبة الفطور قبل الذهاب إلى المدرسة، فهي تعد أهم وجبة في اليوم.
أهمية وجبة الإفطار:
- تحسين قدرات التركيز والتحصيل العلمي لدى الطلاب.
- المحافظة على وزن صحي ومنع الإصابة بالسمنة أو فقدان الشهية.
- تقليل مخاطر اضطرابات مثل ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين.
- دعم نمو أفضل لأجسام الطلاب بفضل إمدادها بالعناصر الغذائية الأساسية.
وأشار إلى أن الطلاب الذين يتجاهلون وجبة الفطور يعانون غالبًا من ضعف الذاكرة، قلة النشاط، وتخزين الدهون بشكل غير صحي، ما يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل. لذلك فإن مسؤولية توعية الأبناء بأهمية الفطور تقع على عاتق الأسرة بالدرجة الأولى.
الأجهزة الإلكترونية.. سلاح ذو حدين
لم يغفل د. ضياء تأثير الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة على صحة الطلاب. فقد أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياتهم اليومية، لكنها قد تتحول إلى عائق خطير إذا لم يتم تقنين استخدامها.
المخاطر المرتبطة بالإفراط في استخدام الأجهزة:
- التأثير السلبي على التحصيل الدراسي بسبب قلة التركيز.
- اضطراب النوم نتيجة التعرض المستمر للشاشات الزرقاء.
- مشكلات صحية مثل ضعف النظر وآلام الرقبة والظهر.
ونصح الدكتور بضرورة وضع جدول زمني محدد لاستخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، بحيث لا تتجاوز ساعات معينة يوميًا، مع تشجيع الطلاب على استثمار وقتهم في أنشطة مفيدة بديلة.
الرياضة.. ساعة واحدة يوميًا تصنع الفرق
من أبرز النصائح التي قدمها د. ضياء هي تخصيص ساعة يوميًا لممارسة الرياضة، سواء في المنزل أو المدرسة. فالرياضة ليست فقط للحفاظ على اللياقة البدنية، بل لها فوائد متعددة تشمل:
- تنشيط الدورة الدموية وتعزيز صحة القلب.
- تقوية الذاكرة وزيادة القدرة على الاستيعاب.
- تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر والقلق.
- رفع مستوى الطاقة والنشاط لمواجهة متطلبات اليوم الدراسي.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد الطلاب على استقبال المعلومات واستذكار الدروس بفعالية أكبر، وهو ما ينعكس مباشرة على مستواهم الدراسي.
التوازن بين الدراسة والحياة اليومية
مع عودة الروتين الدراسي، يصبح من الضروري تعليم الطلاب التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية. فالإفراط في الدراسة دون راحة أو أنشطة ترفيهية قد يؤدي إلى الإجهاد النفسي، في حين أن الانشغال التام بالألعاب والتقنيات يضر بالتحصيل العلمي.
التوازن الصحي يشمل:
- تحديد وقت للنوم والاستيقاظ بانتظام.
- تخصيص وقت للرياضة والأنشطة الاجتماعية.
- تناول وجبات غذائية متوازنة في مواعيدها.
- تقليل ساعات الجلوس أمام الشاشات.
الخاتمة: بداية صحية لعام دراسي ناجح
إن العودة للمدارس لا تعني فقط الكتب والواجبات، بل هي فرصة لبداية جديدة صحية وسليمة. الالتزام بالنصائح التي قدمها د. ضياء حسين من نوم صحي منتظم، وجبة فطور مغذية، تقنين الأجهزة الإلكترونية، ممارسة الرياضة، وتحقيق التوازن في نمط الحياة، كلها عوامل تمهد الطريق لعام دراسي مليء بالنجاح والتفوق.
فلنجعل شعارنا هذا العام: عقل سليم في جسم سليم، ولنعمل جميعًا – أسرة، مدرسة، ومجتمع – على حماية صحة الطلاب وضمان مستقبل مشرق لهم.