الأنيميا المنجلية غالباً ما تبدأ منذ الولادة، وعادةً لا تظهر أعراضها لدى حديثي الولادة. تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن التأثير الأساسي لهذا المرض يتمثل في صعوبة تدفق الدم داخل الأوعية الدموية. ووفقًا لمجلس الصحة الخليجي، فإن الأنيميا المنجلية هي مرض وراثي مزمن يتسبب في تغيير شكل خلايا الدم الحمراء لتصبح على شكل هلال أو منجل. هذا التغيير يجعل الخلايا صلبة ولزجة، ما يؤدي إلى صعوبة في تدفق الدم في الأوعية الدموية، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة مثل توقف تدفق الدم ونقص الأكسجين إلى أجزاء مختلفة من الجسم.
الأعراض التي قد تظهر على المصابين بالأنيميا المنجلية تشمل الشعور بإرهاق شديد، واصفرار في لون البشرة أو العينين، وبرودة في الأطراف، إضافة إلى انتفاخ مؤلم في اليدين والقدمين، وآلام مزمنة في مختلف مناطق الجسم، وكذلك صعوبة في التنفس. أما عن أسباب هذا المرض، فهو ينتج عن وجود جين الهيموجلوبين (S) الذي ينشأ نتيجة لتغيرات في جينات بيتا جلوبين. هذا التغير يتسبب في خلل في بروتين الهيموجلوبين، ما يؤدي إلى تشوه خلايا الدم الحمراء، وجعلها صلبة ولزجة على شكل منجل أو هلال، مما يؤدي إلى صعوبات في تدفق الدم ونقص في الأكسجين.
العامل الأساسي للإصابة بالأنيميا المنجلية هو الوراثة، وهناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، منها الاستعداد الجيني ووجود تاريخ عائلي للمرض. كما أن تجاهل إجراء فحص ما قبل الزواج قد يزيد من فرص انتقال هذا المرض للأجيال القادمة. لتشخيص الأنيميا المنجلية، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي والتاريخ العائلي للمريض، ويجري الفحص السريري. بالإضافة إلى ذلك، قد يطلب إجراء فحوصات دم مخبرية. يمكن أيضًا تشخيص هذا المرض لدى حديثي الولادة أو من خلال فحص الأجنة عن طريق أخذ عينة من السائل الأمينوسي أو من المشيمة خلال فترة الحمل.
العلاج المتاح للأنيميا المنجلية يشمل استخدام أدوية لتخفيف شكل خلايا الدم المنجلية، وأدوية مثل هيدروكسي يوريا التي تساعد في تقليل الأعراض والمضاعفات. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استخدام مسكنات الألم ونقل الدم لتحسين حالة المرضى. في بعض الحالات، قد يكون زراعة نخاع العظم خيارًا مطروحًا للعلاج.